مناهج القُصّاص فی نقل القصص القرآنیة

انتشر السرد القَصَصی باعتباره ظاهرة اجتماعیة فی المجتمع العربی الجاهلی. وکان القصّاص یقومون خلال لیالی السمر بسرد قِصَص أبطال قبائلهم و قِصص ملوک الیمن و خلال العهد الاسلامی نقل القصاصون بعد اعتناقهم الإسلام قصصاً قرآنیةً ذات خلیط من أحادیث أهل الکتاب والشعوب الإیرانیة، والبابلیة و الیونانیة إلی جانب اتخاذها صفة للوعظ والتذکیر. وکان القصّاصون یتبعون طرقاً متعددة لسرد القصص التی أتی ذکرها فی القرآن بشکل موجز. فقد وردت هذه القِصص بصورة کاملة فی التوراة و التفاسیر الخاصّة بها، مما جعل المسلمین یستعینون بهذه الکتب إما بطریقة مباشرة و إما عن طریق الرواة من أهل الکتاب. کما نلاحظ أنّ بعضاً آخرَ قد أخذ هذه القصص من التوراة و أدخل علیها تغییرات جزئیة و منحها صبغة إسلامیة. و الجدیر بالذکر أن جماعة من المسلمین أبدعوا حکایات من نسج خیالهم لم تکن موجودة فی الواقع.